Facebook

Icon Icon Icon Icon Follow Me on Pinterest

Sabtu, 27 Juni 2009

المسألة الأولى

( المسألة الأولى ) سئل رحمه الله عن قوله تعالى في سورة هود : ! ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) ! . فأجاب بقوله : ذكر عن السلف من أهل العلم فيها أنواع ما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه ، فمن ذلك : العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقةٍ ، وصلةٍ ، وإحسان إلى الناس ، ونحو ذلك ، وكذلك ترك ظلم أو كلام في عِرْض ، مما يفعله الإنسان ، أو يتركه خالصاً لله ، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة ، وإنما يريد أن يجازى به بحفظ ماله وتنميته ، أو حفظ أهله وعياله ، أو إدامة النعم عليها ، ونحو ذلك . ولا همة لهم في طلب الجنة والهرب من النار ، فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا ، وليس له في الآخرة من نصيب . وهذا النوع ذكره ابن عباس ، وقد غلط فيه بعض مشايخنا بسبب عبارة ذكرها في ' الإقناع ' في أول ' باب النية ' لما قسم الإخلاص إلى مراتب وذكر هذا ، ظن أنه يسمّى إخلاصاً مدحاً له ، وليس كذلك ، وإنما أراد أنه لا يسمى رياءً ، وإلا فهو عمل حابط في الآخرة .
النوع الثاني : وهو أكبر من الأول وأخوف ، وهو الذي ذكر مجاهد في الآية أن الآية نزلت فيه ، وهو : أن يعمل أعمالاً صالحة ونيّتُه رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة . ولما ذكر لمعاوية حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار ، وهم : الذي تعلّم العلم ليقال عالم ، وتصدَّق ليقال جواد ، وجاهد ليقال شجاع ؛ فبكى معاوية بكاءً شديداً ، ثم قرأ هذه الآية . النوع الثالث : أن يعمل الأعمال الصالحة ويقصد بها مالاً ، مثل : الحج لمالٍ يأخذه لا لله ، أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ، أو يجاهد لأجل المغنم . فقد ذكر أيضاً هذا النوع في تفسير هذه الآية كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ' إلى آخر الحديث . وكان يتعلم الرجل العلم لأجل مدارسة أهله ، أو مكسبهم ، أو رياستهم أو يتعلم القرآن ، أو يواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد ، كما هو واقع كثير - وهؤلاء أعقل من الذين قبلهم لأنهم عملوا لمصلحة يحصلونها ، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ، ولا يحصل لهم طائل . والنوع الأول أعقل من هؤلاء كلهم لأنهم عملوا لله وحده لا شريك له ، لكن لم يطلبوا من الخير الكثير العظيم الدائم وهو : الجنة ، ولم يهربوا من الشر العظيم وهو : النار . النوع الرابع : أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصاً في ذلك لله وحده لا شريك له ، لكنه على عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام ، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله أو تصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شِرْك أو كُفْرٌ أكبر يخرجهم من الإسلام بالكليّة - إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة ، لأنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام تمنع قبول أعمالهم . فهذا النوع أيضاً قد ذُكِر في الآية عن أنس بن مالك وغيره ، وكان السلف يخافون منها . قال بعضهم . لو أعلم أن الله يقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت لأن الله يقول : ! ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ! . فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة ، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والملك والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله أو أكثر فصارت الدنيا أكبر قصده ولذلك قيل قصد الدنيا . وذلك القليل كأنه لم يكن كقوله صلى الله عليه وسلم : ' فإنك لم تصل ' . والأول أطاع الله ابتغاء وجه الله ، لكن أراد من الثواب في الدنيا ، وخاف على الحظ والعيال ، مثل ما يقول الفسقة فصح أن يقال قصد الدنيا . والثاني والثالث واضح ، لكن بقي أن يقال : إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج ابتغاء وجه الله طالباً ثواب الآخرة ، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً كثيرة أو قليلة قاصداً بها الدنيا مثل : أن يحج بعده لأجل الدنيا كا هو واقع ، فهو لما غلب عليه منهما . وقد قال بعضهم : القرآن كثيراً ما يذكر أهل الجنة الخُلّص وأهل النار الخُلّص ويسكت عن صاحب الشائبتين ، وهو هذا وأمثاله . ولهذا خاف السلف من حبوط الأعمال ، وأما الفرق بين الحبوط والبطلان فلا أعلم بينهما فرقاً . والله أعلم .


Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Followers